الشاعر الشيخ عامر الشّابّي

–

–

يُعتبر الشاعر الشيخ عامر الشّابّي (1874-1934) أحد أكبر الشعراء الإحيائيّين في تونس في أواخر القرن التّاسع عشر والثّلث الأوّل من القرن العشرين. وهو كغيره من الإحيائيّين من أمثال مصطفى خزنه دار ومصطفى آغة والخضر حسين، قد تّأثّر بشعر محمود قَابَادُو (ت1871) الذي جدّد مسيرة الشعر في تونس بعد ما أصابه من تعثّر طوال قرون…ص

–

فهو الممدوح الوحيد للشاعر الفذّ أبو القاسم الشّابّي حيث قال : ص

–

 يَا سَلِيل العُلَى وَتِرْبَ المعـالي        وسمِير العلومِ ربَّ الفخــــارِ

أنتَ مَن تسجدُ البلاغةُ والمجدُ       على بـــابهِ بِــــلا استكبـــارِ

–

ولد عامر الشّابّي في توزر، ولمّا أتمّ حفظ القرآن الكريم تلقّى دروسا في العلوم الدّينيّة واللّغويّة في جامع الشّابّيّة على أيدي علماء في مقدّمتهم والده الشيخ محمد الصالح الشّابّي وابن عمّه الشيخ عمّار المجّوري الشّابّي والشيخ الفقيه محمد العبيدي. وفي سنة 1889 سافر إلى تونس في رحلة شاقّة تواصلت سبعة عشر يوما فالتحق بجامع الزيتونة لأنّ (بيت الشريعة) التي كان يتلقّى فيها آل الشّابّي التعليم مع من كانوا يتلقّونه من أبناء القبائل التونسيّة والجزائريّة قد توقّفت عن أداء مهمّتها التربويّة سنة 1867.

–

تتلمذ في الزيتونة على نخبة من الشيوخ عرفت برسوخ علمها ونباهة ذكرها وعمق تأثيرها، ومن بينهم سالم بوحاجب وإسماعيل الصفايحي ومصطفى رضوان ومحمود ابن محمود والمكّي بن عزّوز ومحمد بن يوسف، وكان هو وصديقه الخضر حسين دائميْ الحضور في المجلس العلميّ والأدبيّ الذي يعقده الشيخ حسين ابن حسين في منزله حيث تُطرح القضايا الفكريّة والأدبيّة للبحث وتُنشد الأشعار التي أبدعها الحاضرون، وفي مقدّمتهم عامر الشّابّي والخضر حسين….ص

–

 « من مقدّمة الديوان لحفيدة الشّاعر شيراز الشّابّي »